
تشغيل أنظمة المدفوعات لتحويل الرواتب بالعطلات والأعياد.. فوائد عديدة
علي إبراهيم
يسعى بنك الكويت المركزي والبنوك المحلية بصورة حثيثة نحو تعزيز كفاءة الأنظمة المصرفية والارتقاء بجودة الخدمات المالية، وكان آخر ما اتخذه من إجراءات هو تشغيل نظام الكويت الآلي لتسوية المدفوعات فيما بين المشاركين (KASSIP) ونظام الكويت للمقاصة الإلكترونية للشيكات (KECCS) خلال عطلات نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية، وذلك اعتبارا من أول أبريل.
ووفقا لمصادر مصرفية لـ «الأنباء» فإن تشغيل أنظمة المدفوعات الوطنية خلال عطلات نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية يعد خطوة إيجابية نحو تحديث البنية التحتية المالية في الكويت، وتحقق 17 فائدة للأفراد والشركات والمصارف والاقتصاد الوطني، عبر توفير خدمات مالية مستدامة، يتم تعزيز الاستقرار المالي، تحسين تجربة العملاء، دعم قطاع الأعمال، وتحفيز النمو الاقتصادي، كما يعكس هذا القرار التزام بنك الكويت المركزي بتطوير النظام المالي بما يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية، وفقا لما يلي:
أولا: فوائد الأفراد
لجهة الأفراد، يعد تحسين تجربة العملاء أحد أبرز الأهداف التي يسعى «المركزي» إلى تحقيقها من خلال هذا القرار، حيث يوفر للأفراد العديد من المزايا التي تسهل معاملاتهم المالية اليومية:
1- إمكانية تنفيذ الحوالات المالية خلال عطلات نهاية الأسبوع، مما يسهل إدارة شؤونهم المالية دون الحاجة إلى الانتظار حتى يوم العمل التالي، ويوفر ذلك مرونة أكبر للأفراد في دفع الفواتير، إرسال الأموال للأقارب، وإجراء المعاملات التجارية بسهولة.
2- إيداع الشيكات إلكترونيا على مدار 24 ساعة، مع إمكانية تحصيل الشيكات المقدمة حتى الساعة 7 مساء في نفس اليوم، وهذا يعني عدم تأخير المعاملات المالية التي تعتمد على الشيكات، ما يساهم في تسريع وتيرة المعاملات التجارية الشخصية.
3- تحسين إدارة النفقات الشخصية مع القدرة على إجراء التحويلات في أي وقت تقريبا، إذ يصبح بإمكان الأفراد إدارة التزاماتهم المالية بشكل أكثر كفاءة، سواء كان ذلك لدفع الإيجارات، القروض، أو النفقات الأخرى.
4- تعزيز قرارات الشمول المالي إذ تشجع المزيد من الأفراد على استخدام الخدمات المصرفية الإلكترونية، مما يعزز الشمول المالي ويقلل من الاعتماد على المعاملات النقدية التقليدية.
ثانيا: فوائد للشركات
وينطوي القرار أيضا على مجموعة فوائد للشركات، إذ يعتبر محركا رئيسيا لتحسين كفاءة العمليات المالية في قطاع الأعمال، حيث يسهم في تحقيق 4 فوائد لهم كالتالي:
1- تحسين التدفقات النقدية: إذ أصبح بإمكان الشركات تحصيل المدفوعات من العملاء بسرعة أكبر، مما يعزز السيولة النقدية ويسهل التخطيط المالي، إذ إن تقليل التأخيرات في التحصيلات المالية يتيح للشركات إدارة مواردها بشكل أكثر كفاءة.
2- تسريع العمليات التجارية: لم يعد على الشركات الانتظار حتى أيام العمل لتحصيل المدفوعات أو إجراء التحويلات المالية، ويدعم هذا القرار قطاع التجزئة، المزودين، والشركات التي تعتمد على التدفقات النقدية اليومية.
3- زيادة كفاءة إدارة الرواتب والمدفوعات: إذ يمكن للشركات دفع الرواتب، سداد الفواتير، أو إرسال المدفوعات إلى الموردين حتى خلال عطلات نهاية الأسبوع، مما يعزز الاستقرار المالي داخل المؤسسات.
4- تعزيز التجارة من خلال تشغيل أنظمة المدفوعات على مدار الساعة، تتحسن العمليات التجارية، ويتم تسريع عمليات الدفع والتسليم، مما يعزز ثقة العملاء في التجارة الرقمية تحديدا.
ثالثا: فوائد للقطاع المصرفي
وباعتبار البنوك المشغل الأساسي للمدفوعات، فإن هذا القرار يحمل العديد من الفوائد للقطاع المصرفي يمكن حصر بعضها في 4 محاور رئيسية كالتالي:
1- تحسين الخدمات المصرفية الإلكترونية، إذ إن تشغيل أنظمة المدفوعات خلال العطلات يعزز استخدام الخدمات المصرفية الرقمية، مما يؤدي إلى تقليل الضغط على الفروع التقليدية ويعزز التحول نحو الخدمات الإلكترونية.
2- زيادة حركة الأموال داخل النظام المصرفي، فمع توافر المدفوعات الإلكترونية المستمرة، تزداد معدلات دوران الأموال داخل النظام المصرفي، مما يعزز السيولة المصرفية.
3- تقليل مخاطر تعطل العمليات المصرفية: كان من الشائع أن تتوقف بعض العمليات المصرفية خلال العطلات، مما يؤدي إلى تراكم المعاملات في أول يوم عمل لاحق، لكن مع التشغيل المستمر، سيتم توزيع العمليات بشكل أكثر انتظاما.
4- تعزيز التنافسية بين البنوك: مع توفر تلك الخدمات، ستسعى البنوك إلى تطوير مزيد من الحلول المبتكرة لجذب العملاء، مثل تحسين تطبيقات الدفع، تقديم عروض مميزة، وخدمات أسرع.
رابعا: فوائد للاقتصاد الوطني
يمثل تشغيل أنظمة المدفوعات خلال العطلات خطوة مهمة لتعزيز استقرار الاقتصاد الوطني ودعمه من عدة نواح يمكن إجمالها في 5 محاور رئيسية كالتالي:
1- تعزيز الاستقرار المالي، إذ يسمح القرار بوجود تدفقات نقدية مستمرة، مما يعزز استقرار الاقتصاد ويسهم في تحسين مؤشرات السيولة في السوق المحلي.
2- دعم قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة، إذ تعتبر الشركات الصغيرة والمتوسطة من أكثر الجهات التي تعتمد على السيولة اليومية، ولذلك فإن تسريع التحويلات والتحصيلات المالية سيمكنها من العمل بكفاءة أكبر.
3- تحفيز الاستثمار الأجنبي، إذ ان توافر نظام مالي متطور ومستمر يعد عامل جذب للاستثمارات الأجنبية، حيث يطمئن المستثمرون إلى استقرار النظام المالي وسرعة تنفيذ المعاملات المالية.
4- دعم التجارة المحلية والعالمية، إذ إن تشغيل أنظمة الدفع المستمرة يسهل التعاملات التجارية بين الشركات المحلية والدولية، حيث يمكن للشركات الكويتية إتمام التحويلات المالية دون عوائق زمنية.
5- تعزيز دور الكويت كمركز مالي إقليمي، فمع تقديم خدمات مالية أكثر كفاءة، تعزز الكويت موقعها كمركز مالي إقليمي يمكن الاعتماد عليه، مما قد يسهم في جذب المزيد من الشركات المالية والمصرفية للعمل في الدولة.