اعتمــــدت الجمعيـــة العمومية العادية لمجموعة زين توزيع أرباح نقدية بقيمة 25 فلسا للسهم الواحد، وذلك عن نصف العام الثاني المنتهي في 31 ديسمبر 2024، وكانت المجموعة أقرت توزيع أرباح نقدية نصف سنوية بقيمة 10 فلوس للسهم، ليبلغ إجمالي الأرباح النقدية الموزعة عن كامل العام 35 فلسا.
وأوضحت مجموعة زين أن الجمعية العمومية التي عقدت امس بنسبة حضور تخطت 79% اعتمدت التوزيعات النقدية للمساهمين المسجلين في سجلات مساهمي الشركة كما في نهاية يوم الاستحقاق المحدد له يوم 4 مايو 2025، وسيتم توزيع الأرباح النقدية على المساهمين المستحقين لها اعتبارا من يوم الأربعاء الموافق 7 مايو 2025.
واعتمدت أعمال الجمعية العمومية العادية توصية مجلس الإدارة باعتماد سياسة جديدة لتوزيع الأرباح بقيمة 35 فلسا للسهم الواحد كحد أدنى لمدة 3 سنوات بداية من توزيعات العام 2026. وكانت فترة سياسة التوزيعات النقدية للمجموعة الحالية بدأت من توزيعات عام 2023 حتى عام 2025، وهي المرة الثالثة التي تقوم فيها مجموعة زين بتحديد سياسة لتوزيعات الأرباح على المساهمين، علما أنها تحددها بفترة 3 سنوات.
نتائج مالية قوية
وكانت مجموعة زين حققت نتائج مالية فاقت تقديراتها عن السنة المالية للعام 2024، إذ ارتفعت الإيرادات المجمعة لتحقق أعلى مستوى لها في آخر 15 عاما لتصل إلى نحو 2 مليار دينار (6.4 مليارات دولار) بنمو 3%، وقفزت الأرباح الصافية المعدلة 15% لتصل إلى نحو 208 ملايين دينار (677 مليون دولار)، وارتفعت الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاكات المعدلة 2% لتصل إلى 2.2 مليار دولار.
وعزت المجموعة نمو مؤشراتها المالية الرئيسية عن هذه الفترة إلى التوسع في مشاريع تطوير شبكات الجيلين الخامس والرابع وتكنولوجيا الألياف الضوئية إلى المنازل، وبناء المنصات الرقمية، ونمو محفظة قطاع المشاريع والأعمال، حيث ارتفعت استثمارات المجموعة في مشاريع التطوير والتحديث عن هذه الفترة، لتسجل النفقات الرأسمالية 1.1 مليار دولار.
تطور هائل
وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس الإدارة في مجموعة زين أسامة الفريح: «يتصدر قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المشهد الحالي كأكثر القطاعات نموا، فقد جاء مدفوعا بشكل أساسي من التطور الهائل لتقنيات الذكاء الاصطناعي، فمع تزايد الاستخدام الواسع النطاق للخدمات الرقمية، أصبحت التكنولوجيات الحديثة تتوسع وتندمج بطريقة لم يسبق لها مثيل».
وأوضح قائلا «في خضم هذه التحولات، تعاملت مجموعة زين بمرونة تشغيلية لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنيـــة المرتبطــــــة بالتطورات الجيوسياسية، إذ تبنت الحلول التي تقدمها تكنولوجيا المعلومـــات والاتصالات كعنصر محفز لتنشيط المسار التصاعدي لنمو أعمالها، وكثفت من استثماراتها في البنية التحتية الرقمية».
وأكد الفريح قائلا «نجحت زين خلال العام الأخير في أن تؤكد مكانتها الإقليمية كمزود اتصالات شامل، حيث قامت بدور رئيسي في تشكيل الاقتصاديات الرقمية في أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا، وتعزيز الشمول المالي، وتطوير حلول التكنولوجيا المالية المتقدمة، وبناء مراكز البنية التحتية الرقمية، ومع الاعتراف بالطلب المتزايد على خدمات الحوسبة السحابية، والأمن السيبراني، والحلول الرقمية، حرصت المجموعة أن توفر لأسواق المنطقة أساسا مرنا للاقتصاد الرقمي، لتمكين قطاع الأعمال والكيانات الحكومية».
وبين الفريح بقوله «قامت مجموعة زين ببناء إطار قوي لحوكمة الشركات، وتبنت عددا من السياسات التي تعكس أخلاقيات العمل ومبادئ الحوكمة، واعتمدت سلسلة من المبادرات التي تضمن لها التأكد من التنفيذ السليم لإجراءات الحوكمة، ومتانة أنظمة المخاطر، وتوافقها مع المعايير الدولية، بهدف تعزيز بيئة العمل، وتحسين القيمة لتحقيق النمو المستدام، ويبرز ذلك، ترقيتها الأخيرة في التصنيف الصادر حديثا لمؤشر المعايير البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات (MSCI ESG Index) وتأكيدها عند المستوى BBB».
نمو متسارع
من جانبه، قال نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي في مجموعة زين بدر ناصر الخرافي: «أصبح الذكاء الاصطناعي بتطوره المتسارع القوة الدافعة وراء نمو الأعمال، حيث أصبحت الأسواق تشهد تكاملا غير مسبوق بين التقنيات المتقدمة، وبات الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية لتحقيق الكفاءة والمرونة في عالم واسع الاتصال، لضمان الاستمرارية والبقاء في المنافسة».
وأضاف قائلا: «في هذا السياق، ترتقي البيانات لتصبح أصلا استراتيجيا يضاهي في أهميته البنى التحتية التقليدية، هذا التحول الجذري دفع المؤسسات إلى إعادة تقييم استراتيجياتها، لتسلط تركيزها على إدارة وحوكمة البيانات كجزء أساسي من خططها المستقبلية، فلم تعد عوامل النمو محصورة في إطار العرض والطلب التقليدي، بل امتدت لتشمل القدرة على التكيف مع المتغيرات التكنولوجية والتنظيمية، وتبني نهج الابتكار والإبداع».
وتابع قائلا «تتقدم زين بثبات نحو فرص النمو المربحة المستدامة، التي تسعى من خلالها إلى تحقيق قيمة لجميع أصحاب المصلحة، وفي إطار تحقيق هذه الغاية، تبنت استراتيجيات عمل تركز على الفرص التي يحملها المستقبل، خصوصا في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والنظم الرقمية، حتى تعزز ريادتها في أسواق المنطقة».
إنجازات بارزة
وبين الخرافي بقوله «شهد العام 2024 الفصل الأخير في تنفيذ استراتيجية SIGHT 4 التي حققت من خلالها زين إنجازات بارزة، حيث عززت هذه الاستراتيجية الخمسية فرص النمو المستدام، وفي ديسمبر من العام الماضي، أطلقت المجموعة استراتيجيتها الجديدة (4WARD – التقدم بغاية) التي تستهدف منها تعزيز مكانتها وقيادتها الإقليمية، وتوجيه أعمالها نحو بناء أكبر (تكتل تكنولوجي) في أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا مدفوع بغاية».
وأشار إلى أن العام الأخير شهد أداء استثنائيا لعمليات «زين»، إذ حققت المجموعة نتائج مالية قوية فاقت التقديرات فقد ارتفعت الإيرادات السنوية لتصل إلى نحو 2 مليار دينار (6.4 مليارات دولار) بنسبة نمو بلغت 3%، وهي الأعلى في الـ 10 سنوات الأخيرة، وذلك على الرغم من التحديات التشغيلية وديناميكيات المنافسة الشديدة في أسواق المنطقة.
وأرجع هذا الأداء القوي إلى تفوق العمليات الرئيسية بأسواق المجموعة، حيث واصلت عمليات زين السعودية تحقيق النمو في مؤشراتها المالية، بينما أظهرت عمليات العراق أداء استثنائيا بتسجيل نسب نمو قياسية على كل مؤشراتها المالية، وحافظت عمليات زين الكويت على وتيرة نمو مؤشراتها المالية.
ومضى في قوله قائلا: «في نفس هذا الاتجاه الإيجابي، ساهمت الكيانات التكنولوجية الإقليمية التي أسستها المجموعة في تعزيز الأداء المالي عن هذه الفترة، حيث حققت قطاعات النمو الجديدة إيرادات إضافية بقيمة 253 مليون دولار بنمو 130% سنويا».
مزود رقمي شامل
وذكر الخرافي أن التنفيذ الناجح لإستراتيجية SIGHT4 أكسب المجموعة قدرات المزود الرقمي الشامل للخدمات الرقمية للأفراد وقطاعات الأعمال والحكومات، حيث نجحت هذه الإستراتيجية في تحويل زين من شركة تركز على تقديم خدمات الهاتف النقال إلى مؤسسة اتصالات شاملة، حيث توسعت المجموعة في عدة قطاعات أعمال جديدة: تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الخدمات الرقمية، التكنولوجيا المالية، الترفيه الرقمي، البنية التحتية الرقمية وتشارك الأبراج، وخدمات الاتصالات عابرة القارات.
وتابع قائلا: «أصبحت شركة ZainTECH – ذراع مجموعة زين الإقليمية لحلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات – لاعبا رئيسيا في التحول الرقمي للشركات والحكومات في أسواق المنطقة، حيث نمت إيرادات الشركة بنسبة 103% في العام الأخير، واستحوذت على عدة كيانات إستراتيجية بالتعاون مع فرق الأعمال التجارية، وقد دفعت هذه التطورات بنمو إيرادات قطاع المشاريع والأعمال على مستوى المجموعة، وجعل هذا المسار المدعوم بشراكات متعددة مع مزودي الحلول العالميين الرائدين زين الخيار المفضل للمؤسسات لدى الشركات والمؤسسات الحكومية في المنطقة».
ومضى في قوله: «شهدت خدمات التكنولوجيا المالية التي تقدمها زين في أسواق المنطقة إقبالا هائلا لشريحة واسعة من العملاء مع منصاتها الرقمية في العديد من الأسواق مثل: تمام في السعودية، بوكي في الكويت، وبيدي في البحرين، وقامت بإعادة هيكلة محفظة زين كاش في كل من الأردن والعراق، وفي عام 2024، شهدت خدمات التكنولوجيا المالية نموا هائلا بحجم معاملات بلغ 96 مليون معاملة بلغت قيمتها 12.4 مليار دولار بزيادة في الإيرادات بلغت 19% سنويـــا».
صفقات الأبراج والبنية التحتية
وبيـن الخرافـــي أن «العام الأخير كان شاهدا على استمرار نشاط زين في صفقات الأبراج والبنية التحتية الخاملة، إذ نجحت زين في رفع حصتها البالغة 30% في IHS الكويت المحدودة إلى 100%، وكانت قد أكملت صفقة بيع وإعادة استئجار أبراجها في السعودية الأردن والعراق، وأبرمت صفقة ضخمة مع مجموعة أوريدو لإطلاق أكبر شركة أبراج في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».
وأشار إلى أن شركة ZOI باتت تمثل قوة إقليمية حقيقية بمجال خدمات الجملة في قطاع الاتصالات، وهي تخدم المشغلين والناقلين الدوليين والشركات الكبرى، حيث قفزت إيرادات ZOI السنوية بنسبة 455%، وأصبحت الشبكة الأعلى تصنيفا في المنطقة، وضمن أفضل 100 شبكة عالميا من بين 70 ألف شبكة نشطة.
وفي مجالات الألعاب الإلكترونية، أوضح الخرافي قائلا «استثمرت زين بكثافة في ترقيات الشبكة بالسنوات الأخيرة، حيث تعد الألعاب الإلكترونية واحدة من أهم حالات الاستخدام التجاري لتقنيات الـ 5G والألياف البصرية (FTTH)، لذا حرصت المجموعة على تنمية مجتمع الألعاب الإلكترونية، خصوصا أن الاستثمار في الشبكات مكن المجموعة من قيادة مجالات الرياضات الإلكترونية في المنطقة».
وتابع قائلا «هذه التطورات الإيجابية جعلت زين تلعب دورا رئيسيا في تسريع أجندات التحول الرقمي باقتصادات دول المنطقة من خلال استثماراتها الضخمة في ترقية وتحديث شبكات الجيل الخامس، إلى جانب تنفيذ سلسلة مبادرات مبتكرة في مجالات الاستدامة، وهو ما أدى إلى تمكين الأفراد والمؤسسات والحكومات».
وعلى الجوانــــــب التنظيمية والامتثال، كشف الخرافي عن أن المجموعة نجحت في إطلاق مجموعات عمل في القطاع التنظيمي لكل عملياتها على غرار النهج الناجح الذي تبنته المؤسسات الدولية مثل الاتحاد العالمي للاتصالات المتنقلة GSMA، الاتحاد الدولي للاتصالات، والرابطة العالمية للنطاق العريض (WBBA)، التزاما منها بالتميز التنظيمي وتعزيز أطر التعاون بهدف توفير منصة متخصصة، تعمل على ضمان تحقيق الامتثال التنظيمي وتعزيز أطر التعاون بين العمليات، خصوصا مع الإقبال على التحول الرقمي.